عرفت الجزائر خلال الثلاثة عقود الاخيرة تحولا في مجال العمران ، انتقلت فيه من جزائر ريفية الى جزائر
حضرية، في ظاهرة شملت دول العالم خاصة في القرن الواحد والعشرين، فقد جاء ضمن مؤشر الامم المتحدة المتعلق
بالمدن والمستوطنات البشرية . الى أنه "نسبة سكان الحضر في العالم ستصل الى ( )%70بحلول عام ،2050وهذا تحت
تأثير جملة من العوامل والحقوق المستحدثة على غرار الحق في المدينة" (بن عمارة ، .)2019
وصلت نسبة التحضر في الجزائر الى ()%68حسب احصائيات ، 2018بحيث أن()%70من سكانها أصبحوا
يعيشون في المدن مقابل( ) %30يعيشون في الريف ، مع وجود اختلال كبير في توزيع الكثافة السكانية حيث أن( )%63
من السكان يتجمعون في الشمال على مساحة تمثل( )% 04من الاقليم الوطني و( )%28في الهضاب العليا على مساحة
( ، )%09و( ) %09من سكان الجنوب يتمركزون في مساحة تمثل:( .) % 87وعليه فان التحول الحضري الذي
شهدته الجزائر والتدهور في المستوى المعيشي ونوعية الحياة الحضرية المقابل لهذا التحول ، وعلى هذا الاساس حاول
المشرع الجزائري الارتقاء بالتنمية الحضرية من خلال قوانين العمران ، عن طريق وضع سياسة عمرانية تتماشى مع
سرعة التحضر من جهة وتحقق جودة الحياة الحضرية .
كما يمكن القول أن الجزائر بادرت مند السنوات الأولى للاستقلال في إعادة تنظيم المجال العمراني والحضري
لمدنها، من خلال جملة من الادوات والقوانين، بالاعتماد على المصالح والهيئات التقنية التابعة للدولة (المنشأة حديثا أو تلك
الموروثة عن الاستعمار) ، في محاولة منها لتلبية حاجيات السكان المتزايدة ، موازاة مع بعث التنمية الإقتصادية
والإجتماعية للبلاد عبر أقاليمها المختلفة
Citation
salim dehimi ,
AHMED ALLAL ,
Adel BEDIAR ,
,(2023-05-03), تحديات التنمية الحضرية والتوازنات الجهوية لمنطقة الهضاب العليا,العـمـارة والـعـمــران المـســــتدام فــي المــناطـــــق الجافــة وشبـــه الجافــــة واقـــــع وتحديــــات,جامعة عمار ثليجي الاغواط كلية الهندسة المدنية والهندسة المعمارية قسم الهندسة المعمارية